الجمعة، 4 أبريل 2014

حوار بين سلفيّة وعلماني




حوار بين سلفيّة وعلماني

حبيب سروري

حوار حقيقي، بين علمانيٍّ وأكثر من سلفيٍّةٍ وسلفيّ، إثر منشور على حائطٍ بفيسبوك، أجمعهُ هنا دون فذلكةٍ سرديّة.
أُسمِّي مجموع السلفيّين هنا باسم افتراضي واحد: جهاد عبدالحق، وأسمّي محاورهم العلماني: مشتاق عبدالباري (الردماني).
أشكر جميع المتحاورين. دونهم لم أكن قادراً على تخيُّلِ هذا الحوار.
أضع بين أربعة أقواس أحياناً ما كان يهامسني به سرّاً صديقي العزيز مشتاق عبدالباري، في بعض لحظات هذا الحوار الخالد...


المنشور (على حائط صفحة مشتاق عبدالباري بفيسبوك):
تطوَّرتْ حضارةُ الغرب الحديثة في كلِّ الاتجاهات بعد أن منع القانونُ هناك الدِّينَ من التدخُّلِ بشئون المدرسة والسياسة والحياة العامة (لكنه يحترم الدِّين كلَّ الاحترام كنشاطٍ روحيٍّ للفرد، مجالهُ الفضاءُ الشخصي الخاص فقط).

تعليق جهاد عبدالحق:
وضعُنا في الدول الإسلامية مختلف عن دول النصارى واليهود. نحن لن نُبعِدَ ديننا عن السياسة والتعليم، مهما أراد أعداء الله والإسلام، لأننا وصلنا يوماً بفضله إلى أطراف الصين وجنوب أسبانيا. والعِلم في مجتمعاتنا الإسلامية لم يتطوّر إلا في ظلِّ ديننا فقط.

مشتاق عبدالباري (الردماني)، معلِّقاً:
دينهم أيضا، عزيزتي الأستاذة جهاد، غزا العالَم ويتواجد حتى اليوم من أطراف الأمريكيتين إلى أطراف استراليا، وفي ظلِّهِ (عندما كان مهيمناً على حياتهم) تمَّ ابتكارُ الاختراعات العملية من التلسكوب إلى الكهرباء، فيما لم نصنع في عزِّ حضارتنا أي اختراع عمليٍّ ملحوظ عدا تطوير الإسطرلاب الصيني القديم ربما... 
ورغم ذلك منعوا دينهم اليوم من التدخل بالتعليم والسياسة!
طبعاً نحن أنجبنا فلاسفةً ومفكرين وعظماء كانوا متقدِّمين على العالَم بعدَّة قرون كأبي العلاء المعري (بطل رواية "تقرير الهدهد"، ٤٠٠ صفحة، دار الآداب، للروائي حبيب سروري) لكنا حاربناهم ولم ندرس تراثهم الرائد العظيم حتى اليوم...

جهاد:
لكن الله أعزَّنا نحن فقط بالإسلام، وليس هم!

مشتاق:
باين جداً عزيزتي الأستاذة جهاد!... ألا تلاحظين أننا نتمرّغُ في قعرِ البؤس والتخلف، نتقاتل باسم الدين منذ قرون، نهرول بلا توقّف نحو حضيضِ العالَم، ضجيجُ هزائمنا المتتالية يصمُّ الآذان؟

جهاد:
الخطأ ليس في الإسلام، ولكن فينا نحن المسلمين الذين لا نُطبِّقه!

مشتاق:
بعد هذه القرون من الفشل لا أعرف كيف ستتغيرُ المعادلة أيتها الأستاذة الفاضلة، ولا أدري كيف يمكن استبدالُنا بأمّةٍ جديدةٍ أخرى تقيّةٍ صالحة تفهمُ وتُطبِّقُ ما يريده كهنتنا!...
في منظور هؤلاء: الخطأ ليس في خرافاتهم وتعاليمهم ونواميسهم التي بلَّدتْ العقول ولا تواكب العصر، ولكن فينا نحن البلداء العصاة!... ومع ذلك لا ندرسُ  ولا نعرفُ إلا التاريخ الديني الذي يُلقِّنوننا إيّاه، لا نرى الكونَ والحياةَ إلا من منظورِهم، لا نتعلَّمُ إلا من مقرّراتهم التعليمية. (شريعتهم قوانينٌ يعاقبُ أو يباد من يخالِفها).  خطيئتنا بالنسبة لهم جذريّة كأنّنا خرجنا نحن أيضاً من ضلعٍ أعوج!

((إنتهتْ افتتاحيّة مباراة الشطرنج، عزيزي ح.س. ستبدأ الحرب الآن!))

جهاد (مقاطِعةً مُحاوِرَها بشكلٍ حاف):
أنتَ لا تستوعب شيئاً، وتستخدم كلمات، مثل "الكهنة"، لا محلّ لها من الإعراب في ديننا الحنيف: قبل "قرون الفشل"، كما تقول، كنّا بإرادة الله في مقدمة العالَم بفضل تطبيق تعاليم الإسلام، ونستطيع أن نعود إن شاء عزّ وجل في المقدمة بفضل تطبيق تعاليم الإسلام.

مشتاق:
عزيزتي: لعلّنا نُشبِهُ، ونحن نتحدَّثُ عن الزمن الذي كنّا خلاله في مقدِّمةِ العالَم، حيواناً من فصيلة الزواحف لم يستطِع مغادرة الكهف (لأنه لا يمتلك أجنحةَ وزعانفَ الحداثة)، لكنه لا يملّ من تذكير مجدِه السحيق لِديناصورٍ طائرٍ يهيمن اليوم على الأرض والبحر والسماء، قائلاً: "تيرارام! تيرارام! عندما كنتَ زاحفاً تسكنُ الكهف مثلي، كنتُ أقوى منك!".
صحيحٌ أنّا كنّا بالفعل في مقدمة العالَم في العصور الوسطى (الأمويّة والعباسيّة)، ولو توقّفَ الزمنُ في تلك الأيّام لكنّا دوماً أسياده.
مشكلتُنا الرئيسة: الزمن لا يتوقّف، وعقارب الوقت تلسعُ من لا يتزامن مع حركة العصر:
مرّتْ، عزيزتي، عدّةُ قرونٍ (منذ تلسكوب جاليلو، ثمَّ قرن الأنوار وعصر الحداثة) اختلفت خلالها ماهيّة العقليّة التي تستطيع اليوم أن تسودَ العصر. فيما لم تتغيّر عقليتنا.
بقينا زواحف كما كنّا، فيما زاحف الغرب، الذي كان أضعفَ منّا بالفعل، اكتسب زعانف وأجنحة مارد، وسيطر على الكون.
زعانفُه وأجنحتُه: التحرّر من وصاية وسلطة المسلّمات غير العلميّة.
عزيزتي: ثمّة قطيعة بين منهج إنتاج المعارف اليوم ومنهج انتاجها في الأزمنة الغابرةِ التي لم نستطع مغادرتها.
أجنحة وزعانف منهجِ اليوم:
 البرهان العلمي الذي لا يأخذ بالاعتبار أيّة مسلمّة غيبيّة؛
التجربة الملموسة؛
الشك والتساؤل الذي لا يعترف بأيّة خطوطٍ دينيّةٍ حمراء؛
الفصل بين التاريخ الديني والتاريخ العلمي، بين المسلمات الدينية والحقائق العلميّة، وعدم الاعتراف بالأولى (ابتداءً من خلقِ العالَم في ستة أيام، حواء التي خرجَتْ من ضلع أعوج، التفاحة، الطرد من الجنة...) كما لو كانت حقائق علمية، ولكن حقائق دينية. (للعِلم الحديث رؤىً وحقائق أخرى معاكسةٌ تماماً لهذه المعتقدات العتيقة)؛

جهاد (مستفَزَّة ومتنرفِزة جدّاً):
إنتبه يا هذا: أنت تطعنُ في ديننا، في يقيننا، في منهج حياتنا... استغفرْ الله على هذا الشطط والكفر. سأدعو لك بالهداية!

مشتاق:
عفواً عزيزتي الأستاذة جهاد: أتكلّمُ معكِ بِلغة الرياضيات، وتردّي عليّ بلغة التشكيك والتكفير. أنتظرُ أن نعود للجدل بالحجج وبالمنطق...

((لم تُعلِّق... لعلّها حاولت أن تهدئَ نفسها بأعجوبة. تعرفُ بالطبع أن ثمّة آلاف من متابعيها يقرأون وسيقرأون كلَّ حرفٍ من هذا الحوار الذي تهافتتْ على بعض تعليقاتها خلاله مئات "اللايكات" الفيسبوكية من قطيعها والمعجبين بها، فيما لم ينحطّ على أيّ تعليقٍ لي خلاله أكثر من سبعة لايكات فقط، من سبعة علمانيين خجولين، يختفون هم أيضاً وراء هويّات تنكريّة، أسمّيهم: "السبعة الكرام البررة"!...
توقّعتُ أنّ جهاد لن تواصل الحوار بعد التعليق الأخير، لكنها عادت بلُغةٍ واستراتيجيّةٍ شطرنجيّةٍ هجوميّةٍ شرسة!))

جهاد:
تعلّمْ دينك أوّلاً قبل أن تناقش أيها الغبي! دِينُنا يقبل الشك والتساؤل. تجهلُهُ أنت يا ردماني تماماً، ولا تخجل من النقاش فيه....
خذْ مثلاً قصصَ النبي إبراهيم عليه السلام وغيرها التي استخدَمَتْ منهج الشك. على سبيل المثال: عندما كان سيدنا إبراهيم يرى النجوم ويقول: "هذا ربي"، قبل أن يصل إلى الحقيقة واليقين بوجود الله عزّ وجلّ جلاله...

((بدأ يحلو النقاش، عزيزي ح.س، واحتدمتْ المباراة. راجتْ تجارةُ هؤلاء كما تعرف لأنهم أمّموا التاريخَ وصاغوه كما يحبّون. لن يمرّوا!...))

مشتاق:
لا نتحدثُ هنا عن نفسِ الشك، عزيزتي الأستاذة القديرة جهاد. الشكُّ العلمي شيءٌ آخر. لا يقبل بأية مسلمات غيبية. على سبيل المثال: شخصية سيّدنا إبراهيم نفسه، مثله مثل سيّدنا موسى، ليست شخصيات تاريخية من وجهة نظر العِلم، لأنه لا يوجد دليلٌ علميٌّ واحدٌ على تاريخيّتهما، غير ذكرِهما في التوراة التي نزَلَت، حسب التاريخ الديني، أكثر من ١٢ قرناً قبل الميلاد، في جبل سيناء، بالألواح المكتوبة بيدِ إلهِ بني إسرائيل على النبي موسى مباشرة... 
لكن التاريخ العلمي الذي يستخدم تحليلات مخبريّة، بالكربون ١٤، لِتَاريخيّةِ الأوراقِ والحجارة، ومناهجَ حديثة لِتحليل تاريخ الكلمات وأصول النصوص، يقول (بعد قرنين من الأبحاث العلميّة) إنها (أي: التوراة) أُلِّفتْ من أكثر من 60 كاتباً (أهمُّهم الراهب أسدراس الذي كان على رأس الرهبان اليهود الذين عاشوا في بابل أثناء الهجرة والشتات)، بِلغاتٍ مختلفة، انطلاقاً من تراثٍ يهوديٍّ كهنوتيٍّ قديم، وشفطاً من نصوصِ حضارات ومعتقدات أخرى سابقة، في فترةٍ تواصلت بين القرن السابع والرابع قبل الميلاد. تمتلئ غالباً بخرافات لا يعترفُ بها العِلم، كحرب موسى وفرعون وغيرها من القصص الغرائبية التي لا أساس لها من الصحّة.
هل تقبلين بهذا الشكّ العِلمي؟...

جهاد (بدأتْ تفقدُ أعصابَها وتلجأُ لِمناوشات ما قبل التفجيرات الإنتحارية على قطعة ملِك الشطرنج):
أوّلاً: هل أنت مؤمن بالله يا من اسم أبيك: عبدالباري؟ اعترفْ أوّلاً: هل أنت مسلم؟

((دوّيتُ بيني وبيني، عزيزي ح.س:
= "واااااااو!"، تعليقٌ باهرٌ في عمقِهِ الفكري ومستوى حوارِهِ الرفيع! نالت ٩٧١ "لايك" عليه. لعلّهُ آخر زأراتِ الأسدِ قبل الهجومِ النهائي!))

مشتاق (الذي ألِف هذا الهجوم في حواراته اليوميّة مع قطيعها):
سؤال فلكولوري ينتمي إلى بلاغة القرون الوسطى!... نحن في عصر "حرية الضمير" (أي: حرّية أن تؤمن أو لا تؤمن بِدِين، وأن تغيّر معتقداتك كما تحب). الاعتقاد أو عدمه يمسّ الفضاء الشخصي الخاص. نحن هنا على فيسبوك في فضاءٍ عام، نتكلَّمُ فيه عن قضايا تمسُّ الفضاء العام.
سؤالكِ، عزيزتي جهاد، يشبه: "ما هو فصيلة دمك؟": سؤالٌ شخصيٌّ بحت لا محلَّ له من الإعراب في الفضاءات المدنيّة العامّة.

جهاد:
ويحكَ يا هذا، لا أملَ فيك. تريدنا أن نشكَّ في عقيدتنا فيما هي شاملةٌ كاملةٌ ثابتة، منذ قال تعالى: "اليوم أكملتُ لكم دينكم، وأتممتُ عليكم نعمتي".

((وصلَ النقاشُ ذروتَهُ عزيزي ح.س، واقتربَ أحدُنا من "شيك مات"...
لهؤلاء، كما تعرف أكثر مني، علاقةُ عداءٍ جذريٍّ مع مفهوم الزمن. "لو كان الزمنُ رَجُلاً لَقتلوه". لعلّهم ملقّحون ضده، مثلهم مثل المجانين بيولوجيّاً. هذه إذن فرصتي الكبرى: وضعُ الكتكوتة جهاد وجهاً لِوجه مع البعد الرابع، الزمن. أليس كذلك؟))

مشتاق (مقاطِعاً، وناسخاً من أحد مقالاته بعض العبارات والأمثلة الجاهزة، لِيفتحَ لِجهاد ألف جبهةٍ هجوميّةٍ "زمنيّة" على قطعةِ ملِكها العاري، قبل أن تأخذَ زمامَ الطعن بالسلاح الأبيض. يشعرُ أيضاً أنه يقترب من نهاية هذا الحوار الشهير الذي تابعه عددٌ كبير من المفسبكين):
يكمن جذر مأساتنا، عزيزتي الأستاذة جهاد، في تفسيركِ لِلآية بهذه الطريقة. لم نعد نتقدّمُ، بكلِّ أمانة، بسبب هذا التفسير.
سأشرح نفسي بمثال: موقف الإسلام من العبودية.
الإسلام لم يحرِّمها كما حرم أكل الخنزير، لكنه حثّ على عتق رقبة العبد.
كان ذلك رائعاً ومتقدِّماً على عصرهِ في القرن السادس ميلادي، قرن الرسول العظيم. لكننا لم نتقدّم أخلاقيا بعد ذلك:
لم يوجد مفكِّرٌ أو حاكمٌ أو فقيهٌ طالبَ بِتشريعِ إلغاء العبودية في مجتمعاتنا التي أزدهرَ فيها عدم المساواة وامتلأت بالعبيد والجواري، منذ ذلك الوقت وحتّى ألزَمَنا ميثاقُ حقوق الإنسان، الذي فرضهُ الغرب في ١٩٤٨ عبر الأُمم المتّحدة، بعد أن ألغى العبودية في دِيارِه، ابتداءً من القرن الثامن عشر، قرن التنوير!...
لا أظنُّ أن ذلك يمنعكِ من النوم، أنتِ الغيورة على دِينِك. فيما يؤرقني فعلاً أنّهُ لم يوجد مسلمٌ واحدٌ طالب بإلغاء العبوديّة خلال ١٤ قرناً، بحجّةِ أن الشريعة اكتملتْ ولا يلزم تغييرها!...

ألاحظُ من حوارنا، عزيزتي الفاضلة، أنكِ ترفضين الاعتراف بأن العالَمَ تغيّر خلال هذه القرون. إليكِ مثالٌ سيساعدك على استيعاب أهميّة إدراك ذلك:
لو وُجِدَتْ "منظمة القاعدة" (بأفكارها ونظرياتها الجهادية وسياستها الحالية، ونظامها الطالباني) قبل ١٤ قرناً، لكانت في قمّة الحضارة الإنسانية حينذاك. ولكان قادتُها أشبهَ بِكبار الصحابة أو بعض الخلفاء الراشدين
لكنها من منظور عصر "حقوق الإنسان"، منظمةٌ إرهابية أنجبتْ نظاماً نموذجيّاً في صناعة الجهلِ والتخلفِ والدمار: طالبان. وليس لقادَتِها موقعٌ في عالمنا اليوم غير موقع القتلة والمجرمين.

جهاد (مقاطعة، بعد أن فقدت أعصابها أمام هذه العبارات التي سقطتْ على جمجمتِها دفعةً واحدة، كجلمود صخرٍ حطّهُ السيل من علّ... شيءٌ طبيعي: مفهوم الزمن لا يدخل في أدمغة السلفيّين، لا يطيقونه. يخرجون سلاحَهم الأبيض عند سماعِه.):
أنت كافر، ملحد، عدوُّ الله!... ما رأيكم يا شباب؟

مشتاق (استُفِزَّ وتنرفزَ بعدما أخرجتْ سلاحها الثقيل: "عدوُّ لله"، ولجأت لِقطيعها الفيسبوكي لِيدخلَ على خطِّ لعبة شطرنجٍ ثنائيّة خالصة، بعبارة: "ما رأيكم يا شباب؟"):
فعلاً، أنا في عداءٍ يوميٍّ مع إله تنظيم القاعدة والظلاميين!
أما إله الحلاج وابن عربي وأبي العلاء المعري، فأعشقهُ عشقاً...
اخبريني لو سمحتِ، أيّتها العزيزة جدّاً: عن أيِّ إلهٍ منهما تتحدّثين؟...

((عزيزي ح.س:
"ما رأيكم يا شباب؟" التي لجأت لها جهاد عبدالحق أطلقت من لجامها عشرات الأصوات التكفيرية العنيفة:


تعليقاتٌ وفتاوى متطرِّفة هجمتْ على صفحتي بعبارات نابية، وبذاءة مقزِّزةٍ أحياناً، قبل أن تُغلِقَ إدارة فيسبوك صفحتي بشكلٍ نهائيٍّ هذه المرّة، وقبل أن أفتح صفحةً جديدةً باسم مستعارٍ جديد...))


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق