حان موعد رحيل طاغية اليمن!
حبيب عبدالرب سروري
هرب طاغية تونس!...
تسوّل طويلاً في الجو بحثاً عن أرضٍ تقبله!...
انغلقت كل أبواب الدنيا أمامه إلا أبواب المحاكم التي تنتظره على كل جرائمه!...
بكيتُ من السعادة وأنا أتابع الحدث!...
انهمرت عيناي بغزارة من جديد وأنا أتابع خروج جماهير مصر، اليوم الثلثاء، ترفع راية الحريّة والدفاع عن كرامتها، لِتصرخ في وجه الطاغية: ارحل!...
ستنهمران بالتأكيد كثيراً بعد غد، الخميس، أثناء مظاهرات الغضب التي ستعمّ كلّ اليمن مردِّدةً في وجه ديكتاتور اليمن نفس هذه الكلمة المقدّسة: ارحل!...
حان الآن موعد رحيل طاغيتي مصر واليمن اللذين انتفض شعباهما على غرار انتفاضة تونس...
حان موعد محاكمةٍ عادلة لهما سريعاً!...
أتمنى أن يكون البدء بطاغية اليمن الذي مرّت معه 33 سنة، وليست 30 سنة مثل ديكتاتور مصر، أو 23 سنة مثل ديكتاتور تونس!...
قضّى حوالي نصف عمره يستخدمُ جهازه الاستبدادي الفاسد لِيُخرّب حياة اليمنيين!...
حان موعد هروبه ليتفجّر الفرح في كل مكان!...
سيبدأ حينها أخيراً المجتمع المدنيّ الذي أبعدنا عنهُ حكمُه الذي دمّر اليمن أضعاف تدمير تونس ومصر؛
أطلق الرصاص الحي على مظاهرات جياعها؛
على متظاهري حراكها السلمي في الجنوب؛
حوّل عدَن والجنوب إلى غنيمة للحاكم وعائلته وجهازه القبلي البلطجي الشهير منذ حرب 1994، سلبََ أراضيه ومحى كل تراثه المدني؛
جوّع اليمن وحوّلها إلى دولة "فاشلة" (حسب التقييمات الدولية)، بدون قانون، بدون سياحة رغم جمالها الساحر وتنوّعها المثير، فقيرة جداً، ذات أسوأ نظام تعليم في العالم (كيف يمكنه أن يفهم ذلك وهو الذي ما زال نصفَ أمّيٍّ حتّى اليوم؟)؛
دمّرَ صعدة، قتل أطفالها وشيوخها ونساءها في حروبٍ متسلسلة استنزفت دماء وطاقات شعب اليمن؛
أغلق "صحيفة الأيام" وضرب بالطائرات مقرّها قبل حوالي سنتين؛
مارس التعذيب للمعارضين مثل الخيواني ومحمد المقالح ومن سبقهم أو لحقهم؛
أهاننا جميعاً دون توقّف؛
حوّل بترول وغاز اليمن، كما يقول المثل الشعبي الشهير، "من بير على إلى جيب علي"، أي: من ميناء "بئر علي" الذي يصدر منه البترول والغاز إلى جيب علي عبدالله صالح وعائلته وجهازه!...
لعل 33 سنة من رئيس مستبد،
سخر من الجميع عشية الانتخابات الأخيرة بمهزلته الشهيرة التي قال فيها إنه سيتنحّى عن السلطة، ثمّ هاهو وحزبه الحاكم (الذي سينهار بدوره مثل الحزبين الحاكمين في تونس ومصر، خلال دقائق تتلو هروب الطاغية) يسخر منا بالتعديلات الدستورية الأخيرة التي تضمن تأبيده،
يبصق ببلطجيّة فوق الميكرفون شتماً لمعارضيه (كما فعل في "خطبة التفلة" الشهيرة في عدَن)...
لعل هذه ال 33 سنة كافية الآن، بعد هذا الدرس التونسي العظيم، والدرس المصري الجبّار!...
من يدري، سيبدأ حلم "اليمن الجديد" أخيراً، وقريباً جدّاً!...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق