طائرات ورقية بدون طيار
حبيب سروري
(١)
سأل صديق الأسبوع الماضي:
- لماذا لم تسقط بعد طائرة رابعة فوق صنعاء؟: رياضيّاً، موعدها هذه الأيام.
جاء الرد صباح اليوم: تفجير عبوة ناسفة في حافلة طيارين بصنعاء.
صار الجميع هكذا يفصل، بمنهجية صارمة، بين الطائرة والطيار:
الدولة تفضل أن ينضرب الشعب بطائرات أمريكية بدون طيار.
والقوى الخفية (القاعدة؟ الأيادي الخفية لعصابات صالح-محسن؟...) تفضل قتل الطيارين اليمنيين بدون طائرات.
تطور ملحوظ في هندسة الموت وصناعة الخراب!
(٢)
من أكذوبات العيار الثقيل الذي لا يطاق:
عبارة هادي قبل يومين بأن اليمن سيمتلك قريبا طائرات بدون طيار، واليمنيون أذكياء بما فيه الكفاية لقيادتها!
يصعب أن نجد مغالطة وكذب أكبر من هذا...
مخجل!...
هذه التكنولوجيا الراقية اخترعتها إسرائيل تاريخيا، وما زالت الأولى فيها.
لحقتها أمريكا التي صار ثلثا طائراتها بدون طيار اليوم.
حتى أوربا لا تمتلك هذه التكنولوجيا حتى اللحظة (بما فيها روسيا)، ولجأت فرنسا للاستعانة بأمريكا في استخدامها في الحرب في مالي.
(هناك مشروع أوربي ضخم جديد لتصنيعها).
في هذه التكنولوجيا، ليس الأهم الطائرة.
الأهم: مركز توجيهها في نيفادا بأمريكا. (أو في قواعد عسكرية أمريكية ربما، لا أعرف).
كل جهاز التواصل والتوجيه والقيادة للطائرة يتم من ذلك المركز الذي يمتلك أرقى التكنولوجيات وأكثرها سرية.
باختصار: الطائرة هي اليد فقط (منها تخرج الضربة، وبها تلتقط الصورة)،
ومركز التوجيه هو الدماغ الذي يرى، يفكر، يحلل، يؤقت، يأمر...
وهذا المركز لا تبيعه أمريكا أو إسرائيل لأي دولة في العالم، بما فيه أوربا.
وبالطبع آخر من يمكن أن يباع له ذلك اليمن!
لا هدف لعبارة هادي إذن غير:
إبعاد النقمات على أمريكا من أخطاء ضربات هذه الطائرات على ضحايا مدنيين لا علاقة لهم بإرهاب القاعدة
(هذا ما يحدث لسوء الحظ غالبا، كما أكد المرشح الأمريكي السابق للرئاسة، رون بولس، في مقاله الشهير قبل أيام: لماذا نخوض حربا في اليمن؟
وإضافة هذه النقمات لحساب الدولة اليمنية (الذي صار بئر نقمات، بلا قاع)...
خلاصة القول: بعد صالح الذي أسس البنية التحتية الأرضية: قطارات وسكك حديدية، كهرباء بالطاقة النووية… اهتم هادي بالبنية التحتية الجوية. لن يبقى للرئيس القادم غير البحر…
ما الذي ينقصنا إذن؟
(*) من صفحتي على فيسبوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق